فساد المتحاربين في اليمن

كشفت الحرب القائمة بين الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للحكومة فساد المتحاربين في اليمن والمتمثلين في المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في الدولة اليمنية، والذين حاولوا استغلال الأوضاع السياسية المضطربة في خدمة مصالحهم الشخصية واستغلال مناصبهم.
فساد الأطراف المتحاربة في اليمن
لم تترك الميليشيات الحوثية المدعمة من الدولة الإيرانية شأناً في اليمن وإلا تدخلت به، الأمر الذي وصل إلى اختراق منظمة الأمم المتحدة وممارسة الفساد السياسي والمالي والمحسوبية والتلاعب بالإدارة في وكالاتها في اليمن.
وتتعرض الوكالات التابعة للأمم المتحدة للعديد من العمليات الابتزاز من قبل الميليشيات الحوثية والتلاعب بمليارات الدولارات التي تصب في صالح الدولة اليمنية للسعي لحل الأزمات التي تعاني منها البلاد من جراء تبعيات الحرب.
وتمثلت مظاهر الفساد والاحتيال في اختفاء أطنان العديد من المواد الغذائية والوقود وتسليمها للحوثيين من قبل عمال الإغاثة التابعين إلى اليمن، بالإضافة إلى السماح للقيادات الحوثية بالسفر في سيارات أممية لتحميهم من الغارات الجوية لدول التحالف العربي.
ووفقا لتقرير وكالة أسوشيتد برس الأمريكية التي كان لها السبق في الكشف عن فساد المتحاربين في اليمن فقد ذكرت أن أكثر من عشرة من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في اليمن متهمون بقضايا الكسب الغير المشروع الاستفادة من مناصبهم في مساعدة المتحاربين وجمع الوقود والأموال والإضرار بالصالح العام بالبلاد.
بالإضافة إلى قيام القوات الحوثية بالضغط على وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لتعيين موالين لهم في المنظمة حتى وإن كانوا غير مؤهلين لذلك، ودفع رواتب خيالية لهم جراء تسهيل مصالحهم وتنفيذ مشروعات بعينها، والاستفادة من مليارات الدولارات التي تضخ من الدول المتبرعة إلى اليمن.
وأثبتت التقارير تواطؤ عمال الإغاثة والسماح للحوثيين باختطاف العديد من الشاحنات التي تحمل الإمدادات الطبية للمقاتلين اليمنيين وبيعها في صيدليات المناطق القريبة من الأماكن التي يسيطرون عليها.
استمرار تخاذل منظمة الأمم المتحدة وتعاملها السيء حيال الأوضاع السياسية في اليمن يطرح الكثير من التساؤلات بشأن دورها في المجتمع الدولي، فالجدير بالذكر أن الحرب بين الطرفين مستمرة منذ صيف عام 2014م والتي خلفت الكثير من الدمار والانهيار للشعب والدولة اليمنية.